29

التحفة الندية شرح العقيدة الواسطية

الناشر

مركز النخب العلمية-القصيم

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م.

مكان النشر

بريدة

تصانيف

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
الشرح حق النبي ﷺ، ففيها رد على أهل الغلو الذين غلوا في النبي ﷺ ورفعوه فوق منزلته، وفيها أيضًا رد على أهل التفريط؛ الذين يشهدون بأنَّ محمدًا رسول الله لكن لا يستجيبون لأمره، ولا يمتثلون سنته. وقوله: «عَبْدُهُ» رد على أهل الغلو الذين غَلَوا في النبي ﷺ، كما يفعله غلاة المتصوفة الذين يجعلون له بعض ما هو من خصائص الله. وقوله: «وَرَسُولُهُ» رد على أهل التفريط الجفاة. قوله: «صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ» الصلاة في اللغة: الدعاء؛ قال تعالى: ﴿وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ﴾ [التوبة: (١٠٣)] المراد: ادعُ لهم. واختلف أهل العلم في المراد بصلاة الله على رسوله، وأصحُّ ما قيل في ذلك ما جاء عن أبي العالية كما في صحيح البخاري أنه قال: «صلاة الله على رسوله ثناؤه عليه في الملأ الأعلى» (^١). ما المراد بصلاة الملائكة على الرسول أو على أحد من المؤمنين؟ أقرب الأقوال في ذلك: أَنَّ صلاتهم بمعنى: الاستغفار، أو الدعاء بالمغفرة، وكلاهما صحيح؛ لما جاء في «الصحيحين» من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ:

(^١) صحيح البخاري (٤/ ١٨٠١).

1 / 34